لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا!
صفحة 1 من اصل 1
لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا!
لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا!
أيّها الإخوان... مرّة أخرى، بالشّكر تدوم النّعم!
لقد غمرنا الله عز وجل بفضله بأن أبقانا حتّى أدركنا شهر رمضان الكريم وأعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا، ووفّقنا فقمنا له وذكرناه ودعوناه، ثمّ أتمّ علينا النّعمة أن أدركنا يوم العيد، يوم الجائزة !
ومن شكر النّعمة العمل بها في طاعة المولى عز وجل: (...اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(1).
مرّة أخرى أرجوك أن لا تكمل القراءة حتّى تخرّ ساجدا لله عز وجل على كلّ ما أحاطك به من هذه النّعم التي لا تعدّ ولا تحصى.
هل فعلت؟ إذا كان جوابك نعم نكمل وإلاّ توقّف وعد مرّة أخرى للقراءة.
لا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا!
لقد أكرمني الله عز وجل بنعمة الوصول وفتح أبواب الطّاعات ووفقنا إلى القيام بها، فلا تكن مكافأتنا لهذه النّعمة بالجحود وتضييع كلّ ما قمنا به سدى فنكون بذلك كالمرأة التي تتعب نفسها في حياكة ثوب جميل لها أو لأحد أفراد أسرتها، وقد تسهر اللّيالي الطّوال لإتمامه، وعندما تبلغ به إلى منتهاه ويصبح جاهزا، تمسك الخيط وتبدأ في نقضه فيصبح من جديد خيطا لا ينفع في شيء!
احذر هبوط القلب!
لقد حضّنا الحبيب صلى الله عليه وسلم على إتباع رمضان بصوم ست من شوال وبيّن لنا أن صومها مع صوم رمضان يساوي في الأجر صوم سنة وذلك لأنّ الحسنة بعشر أمثالها. فلو كانت هذه هي الحكمة الوحيدة، فلماذا خصّص شوال بالذّات؟ لماذا لم يأمرنا بصيام ستة أيام من أيّ شهر من شهور السّنة؟
دعني أضرب مثلا يقرّب إلينا المعنى: يموت إنسان فيذهب به أهله إلى المستشفى فيخبرهم الطّبيب أنّ سبب الوفاة يرجع إلى هبوط حاد في القلب...
فما هو الهبوط الحاد في القلب؟
هو نزول سريع للضّغط من مستوى عال إلى مستوى منخفض، فالضّغط المنخفض لا يقتل، ولكنّ القلب لا يتحمّل التّغيّر المفاجئ في الضّغط فيتوقّف عن العمل ويموت.
لذلك أوصاك المصطفى صلى الله عليه وسلم بصيام هذه الست لكي لا تصاب بالهبوط الحاد في الطّاعات فيموت قلبك بعد رمضان!
فإذا فهمت هذا المعنى، فاحرص على أن لا تصاب بالهبوط الحاد في كلّ العبادات الأخرى: التّلاوة، القيام، الذّكر، الدّعاء،...
لا يغرنّك عملك!
بعد كلّ هذه الأعمال والقربات والطّاعات، لا تغامر بها في لحظة ترى لنفسك فيها فضل، فالفضل لله عز وجل وحده، ولا تظنّ أنّك قد وصلت ما لم يصله غيرك، فاسمع إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يخبرك عن من يظهر عملك بجوار عمله كمن يلعب بالعبادة!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود»(2)
ولعلّ هذا ما دفع بابن المبارك –رحمه الله عز وجل - أن يكتب رسالته الشّهيرة إلى الفضيل بن عياض-رحمه الله عز وجل -:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنّك بالعبادة تلعب
ولعلّ هذه الرّسالة يرسلها إليك الآن إخوانك من غزّة بلسان حالهم قبل مقالهم.
فلا تغتر! لا تغتر!...
احذر المسعور...!
إنّ الكلب إذا ربطه سيّده لمدّة طويلة أصبح شرسا، فإن هو أطلقه هاجم كل شيء يجده في طريقه، وكذلك إبليس -عليه لعنة الله عز وجل-، فلقد صفّد في بداية رمضان فلم يكن يخلص إلى ما كان يخلص إليه منك من قبل، ولكنّه اليوم قد أطلق سراحه فهو يهاجمك بكلّ ما أوتي من مكر ودهاء، يستفزّك بصوته ويجلب عليك بخيله ورجله ويحاول أن يشاركك في الأموال والأولاد: إنّها الحرب إذا! نعم إنّها الحرب قد أعلنها اللّعين...
وغاية مناه أن يوقعك في الأيام الأولى من شوال في معصية كبيرة يطفئ بها نور قلبك بعد أن أشعّ في رمضان ويبعدك بها عن جوار مولاك جل جلاله بعد أن استشعرت قربه ومعيّته.
ولكن لا تحزن فإنّ لك من الله عز وجل عليه ظهير، فقد وصف كيده بالضّعف: (...إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)(3)
وأعطاك سلاحا فتّاكا لا يمكن للّعين أن ينفذ إليك إن كنت متترّسا به: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (4)
لا يصدقنّ فيك ظنّ اللّعين!
ماذا يظنّ بك إبليس –عليه لعنة الله عز وجل -؟
يظنّ أنّك رمضاني ولست ربّانيا! تعبد الله جل جلاله في رمضان تبعا للغالب على النّاس، ثمّ تعود إلى التّراخي والمعاصي بعده.
يظنّ أنّك: ستعود إلى الإدمان على التّلفزيون بعدما هجرته في رمضان، ستنسى قيام اللّيل وتهجره بعد أن رقّ به قلبك، ستهجر كتاب الله عز وجل بعد أن أنست به طيلة هذا الشّهر الفضيل، ستعود إلى الغيبة بعدما تطهّر منها لسانك، ستشتاق إليك صلاة الفجر بعد أن ألفتك،...
(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(5)
فكن أخي رجلا وخيّب ظنّه! كن من الفريق الذّي استثناه الله عز وجل، فريق المؤمنين.
وصفة لذوي العزائم فقط!
أرجوك يا أخي؛ إذا لم تكن من أهل العزائم أن لا تقرأ هذه السّطور!
* صم ستة أيام من شوال من غير الاثنين والخميس والأيام البيض.
* صم الإثنين والخميس من كلّ أسبوع من شوال مع الأيام البيض فستجد نفسك صمت سبعة عشر يوما على الأقلّ.
* اختم ختمتين على الأقلّ في شهر شوال.
* قم اللّيل كلّما قمت للسّحور.
* التزم بالوظيفة الكبرى طيلة شهر شوال.
* خصّص يوميا وقتا للدّعاء وليكن طلب قبول الصّيام وسائر طاعات رمضان محوريا في كلّ دعائك.
* حافظ على وضوئك سائر اليوم
الغاية التّقوى...فهل تحقّقت؟
سبق وأن تحدّثنا عن الغاية من الصّوم ولا بأس من التّذكير بها مرّة أخرى.
فلمّا فرضّ المولى عز وجل الصّيام على هذه الأمّة، بيّن المغزى والهدف منه فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(6)
وقلنا أنّ الإمام علي –كرّم الله عز وجل وجهه – عرّفها بقوله: «التّقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.»
وقلنا أيضا أنّ ابن مسعود رضي الله عنه عرّفها بقوله: «أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.»
وفصّل فيها ابن القيّم –رحمه الله عز وجل - فقال: «التّقوى ثلاث مراتب: أوّلها حَمِيَّة القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات، والثّانية: حَمِيَّتها عن المكروهات، والثّالثة الحَمِيَّة عن الفضول وما لا يعني، فالأولى تعطي العبد حياته، والثّانيّة تفيد صحّته وقوّته، والثّالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته» (7)
فهل تحقّقت فيك هذه المراتب وتلك الصّفات؟
* هل أصبحت أكثر خوفا من الجليل جل جلاله؟ فلم تعد تقدم على ما كنت تقدم عليه قبل رمضان من المعاصي بل من الشّبهات والمكروهات؟
* هل أصبحت تجيب ربّك عز وجل قبل أن يناديك إلى الصّلاة خوفا من أن يغضبك منك؟
* هل أصبحت تتحرى أوامر الله عز وجل في كتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وتسارع للتّطبيق؟
* هل أصبح إقبالك على الدّنيا أقلّ ممّا كان عليه قبل رمضان؟ هل أصبحت ترضى منها بالقليل الذي يرضاه المسافر في سفره حتّى يدرك أهله ووطنه؟
* هل أصبحت تفكّر أكثر من قبل في الموت وتكثر من الأعمال الصّالحة استعدادا له؟
* هل كتبت وصيتك؟ إن لم تفعل فمازال استعدادك للرّحيل دون المستوى المطلوب...أرجوك...أرجوك...أرجوك، أن تبرح مكانك حتّى تأخذ قلما وورقة وتبدأ بكتابة وصيتك، اكتب فيها كلّ ما للنّاس عليك من أمانات وديون ولا تحقر منها شيئا ولو كان سنتيما واحدا أو إبرة خياطة فقد حرم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخول الجنّة حتّى أدّيت عنه!
إن كانت معظم إجاباتك بنعم فأبشر فقد تحقّق مراد الصّوم منك، وحافظ على النّعمة بشكرها.
الهوامش:
(1) سبأ (13).
(2) حديث صحيح (انظر صحيح الجامع، حديث رقم: 6636)
(3) النّساء (76).
(4) الحجر (39/40).
(5) سبأ (20/21).
(6) البقرة (183).
(7) من الطارق..أنا رمضان ص(26)- د. خالد أبو شادي – ط دار التّوزيع والنّشر الإسلامية.
زيّان أبو تقوى
أيّها الإخوان... مرّة أخرى، بالشّكر تدوم النّعم!
لقد غمرنا الله عز وجل بفضله بأن أبقانا حتّى أدركنا شهر رمضان الكريم وأعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا، ووفّقنا فقمنا له وذكرناه ودعوناه، ثمّ أتمّ علينا النّعمة أن أدركنا يوم العيد، يوم الجائزة !
ومن شكر النّعمة العمل بها في طاعة المولى عز وجل: (...اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(1).
مرّة أخرى أرجوك أن لا تكمل القراءة حتّى تخرّ ساجدا لله عز وجل على كلّ ما أحاطك به من هذه النّعم التي لا تعدّ ولا تحصى.
هل فعلت؟ إذا كان جوابك نعم نكمل وإلاّ توقّف وعد مرّة أخرى للقراءة.
لا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا!
لقد أكرمني الله عز وجل بنعمة الوصول وفتح أبواب الطّاعات ووفقنا إلى القيام بها، فلا تكن مكافأتنا لهذه النّعمة بالجحود وتضييع كلّ ما قمنا به سدى فنكون بذلك كالمرأة التي تتعب نفسها في حياكة ثوب جميل لها أو لأحد أفراد أسرتها، وقد تسهر اللّيالي الطّوال لإتمامه، وعندما تبلغ به إلى منتهاه ويصبح جاهزا، تمسك الخيط وتبدأ في نقضه فيصبح من جديد خيطا لا ينفع في شيء!
احذر هبوط القلب!
لقد حضّنا الحبيب صلى الله عليه وسلم على إتباع رمضان بصوم ست من شوال وبيّن لنا أن صومها مع صوم رمضان يساوي في الأجر صوم سنة وذلك لأنّ الحسنة بعشر أمثالها. فلو كانت هذه هي الحكمة الوحيدة، فلماذا خصّص شوال بالذّات؟ لماذا لم يأمرنا بصيام ستة أيام من أيّ شهر من شهور السّنة؟
دعني أضرب مثلا يقرّب إلينا المعنى: يموت إنسان فيذهب به أهله إلى المستشفى فيخبرهم الطّبيب أنّ سبب الوفاة يرجع إلى هبوط حاد في القلب...
فما هو الهبوط الحاد في القلب؟
هو نزول سريع للضّغط من مستوى عال إلى مستوى منخفض، فالضّغط المنخفض لا يقتل، ولكنّ القلب لا يتحمّل التّغيّر المفاجئ في الضّغط فيتوقّف عن العمل ويموت.
لذلك أوصاك المصطفى صلى الله عليه وسلم بصيام هذه الست لكي لا تصاب بالهبوط الحاد في الطّاعات فيموت قلبك بعد رمضان!
فإذا فهمت هذا المعنى، فاحرص على أن لا تصاب بالهبوط الحاد في كلّ العبادات الأخرى: التّلاوة، القيام، الذّكر، الدّعاء،...
لا يغرنّك عملك!
بعد كلّ هذه الأعمال والقربات والطّاعات، لا تغامر بها في لحظة ترى لنفسك فيها فضل، فالفضل لله عز وجل وحده، ولا تظنّ أنّك قد وصلت ما لم يصله غيرك، فاسمع إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يخبرك عن من يظهر عملك بجوار عمله كمن يلعب بالعبادة!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود»(2)
ولعلّ هذا ما دفع بابن المبارك –رحمه الله عز وجل - أن يكتب رسالته الشّهيرة إلى الفضيل بن عياض-رحمه الله عز وجل -:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنّك بالعبادة تلعب
ولعلّ هذه الرّسالة يرسلها إليك الآن إخوانك من غزّة بلسان حالهم قبل مقالهم.
فلا تغتر! لا تغتر!...
احذر المسعور...!
إنّ الكلب إذا ربطه سيّده لمدّة طويلة أصبح شرسا، فإن هو أطلقه هاجم كل شيء يجده في طريقه، وكذلك إبليس -عليه لعنة الله عز وجل-، فلقد صفّد في بداية رمضان فلم يكن يخلص إلى ما كان يخلص إليه منك من قبل، ولكنّه اليوم قد أطلق سراحه فهو يهاجمك بكلّ ما أوتي من مكر ودهاء، يستفزّك بصوته ويجلب عليك بخيله ورجله ويحاول أن يشاركك في الأموال والأولاد: إنّها الحرب إذا! نعم إنّها الحرب قد أعلنها اللّعين...
وغاية مناه أن يوقعك في الأيام الأولى من شوال في معصية كبيرة يطفئ بها نور قلبك بعد أن أشعّ في رمضان ويبعدك بها عن جوار مولاك جل جلاله بعد أن استشعرت قربه ومعيّته.
ولكن لا تحزن فإنّ لك من الله عز وجل عليه ظهير، فقد وصف كيده بالضّعف: (...إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)(3)
وأعطاك سلاحا فتّاكا لا يمكن للّعين أن ينفذ إليك إن كنت متترّسا به: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (4)
لا يصدقنّ فيك ظنّ اللّعين!
ماذا يظنّ بك إبليس –عليه لعنة الله عز وجل -؟
يظنّ أنّك رمضاني ولست ربّانيا! تعبد الله جل جلاله في رمضان تبعا للغالب على النّاس، ثمّ تعود إلى التّراخي والمعاصي بعده.
يظنّ أنّك: ستعود إلى الإدمان على التّلفزيون بعدما هجرته في رمضان، ستنسى قيام اللّيل وتهجره بعد أن رقّ به قلبك، ستهجر كتاب الله عز وجل بعد أن أنست به طيلة هذا الشّهر الفضيل، ستعود إلى الغيبة بعدما تطهّر منها لسانك، ستشتاق إليك صلاة الفجر بعد أن ألفتك،...
(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(5)
فكن أخي رجلا وخيّب ظنّه! كن من الفريق الذّي استثناه الله عز وجل، فريق المؤمنين.
وصفة لذوي العزائم فقط!
أرجوك يا أخي؛ إذا لم تكن من أهل العزائم أن لا تقرأ هذه السّطور!
* صم ستة أيام من شوال من غير الاثنين والخميس والأيام البيض.
* صم الإثنين والخميس من كلّ أسبوع من شوال مع الأيام البيض فستجد نفسك صمت سبعة عشر يوما على الأقلّ.
* اختم ختمتين على الأقلّ في شهر شوال.
* قم اللّيل كلّما قمت للسّحور.
* التزم بالوظيفة الكبرى طيلة شهر شوال.
* خصّص يوميا وقتا للدّعاء وليكن طلب قبول الصّيام وسائر طاعات رمضان محوريا في كلّ دعائك.
* حافظ على وضوئك سائر اليوم
الغاية التّقوى...فهل تحقّقت؟
سبق وأن تحدّثنا عن الغاية من الصّوم ولا بأس من التّذكير بها مرّة أخرى.
فلمّا فرضّ المولى عز وجل الصّيام على هذه الأمّة، بيّن المغزى والهدف منه فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(6)
وقلنا أنّ الإمام علي –كرّم الله عز وجل وجهه – عرّفها بقوله: «التّقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.»
وقلنا أيضا أنّ ابن مسعود رضي الله عنه عرّفها بقوله: «أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.»
وفصّل فيها ابن القيّم –رحمه الله عز وجل - فقال: «التّقوى ثلاث مراتب: أوّلها حَمِيَّة القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات، والثّانية: حَمِيَّتها عن المكروهات، والثّالثة الحَمِيَّة عن الفضول وما لا يعني، فالأولى تعطي العبد حياته، والثّانيّة تفيد صحّته وقوّته، والثّالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته» (7)
فهل تحقّقت فيك هذه المراتب وتلك الصّفات؟
* هل أصبحت أكثر خوفا من الجليل جل جلاله؟ فلم تعد تقدم على ما كنت تقدم عليه قبل رمضان من المعاصي بل من الشّبهات والمكروهات؟
* هل أصبحت تجيب ربّك عز وجل قبل أن يناديك إلى الصّلاة خوفا من أن يغضبك منك؟
* هل أصبحت تتحرى أوامر الله عز وجل في كتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وتسارع للتّطبيق؟
* هل أصبح إقبالك على الدّنيا أقلّ ممّا كان عليه قبل رمضان؟ هل أصبحت ترضى منها بالقليل الذي يرضاه المسافر في سفره حتّى يدرك أهله ووطنه؟
* هل أصبحت تفكّر أكثر من قبل في الموت وتكثر من الأعمال الصّالحة استعدادا له؟
* هل كتبت وصيتك؟ إن لم تفعل فمازال استعدادك للرّحيل دون المستوى المطلوب...أرجوك...أرجوك...أرجوك، أن تبرح مكانك حتّى تأخذ قلما وورقة وتبدأ بكتابة وصيتك، اكتب فيها كلّ ما للنّاس عليك من أمانات وديون ولا تحقر منها شيئا ولو كان سنتيما واحدا أو إبرة خياطة فقد حرم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخول الجنّة حتّى أدّيت عنه!
إن كانت معظم إجاباتك بنعم فأبشر فقد تحقّق مراد الصّوم منك، وحافظ على النّعمة بشكرها.
الهوامش:
(1) سبأ (13).
(2) حديث صحيح (انظر صحيح الجامع، حديث رقم: 6636)
(3) النّساء (76).
(4) الحجر (39/40).
(5) سبأ (20/21).
(6) البقرة (183).
(7) من الطارق..أنا رمضان ص(26)- د. خالد أبو شادي – ط دار التّوزيع والنّشر الإسلامية.
زيّان أبو تقوى
mbkinfo- عضو مميز
- عدد الرسائل : 34
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 28/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى